رسالة الى صلاح الدين ..
قصيدة : رسالة الى صلاح الدين
من ديوان واحات وظلال
عفواً صلاح الدينِ ..
ليلُ التيهِ يحملنا إليكَ ..
على جناح الشوقِ ..
مقهورينَ ..
تصفعنا اعاصير الهزيمهْ ..
********
نشكو .. نئنُ ..
وانت ترقد في الضريح ..
كأننا نرجوك أن تهتز من غضبٍ ..
ونحن العاجزين ..
نغطُّ في أوهام غفلتنا العقيمهْ
*********
بالأمسِ كنت هناك إذ دوّى نداءُ القدسِ:
"وا أقصاه" !!
والأفعى على أعناقنا تلتفُ ..
كانَ البحرُ يقذف بالعلوجِ ..
وأنذرتْ صفارةُ التاريخِ ..
والاخطارُ محدقةٌ وخيمه ..
**********
ووقفت كالعملاق في وجه الرياح الهوجِ
تنفخُ في الضمير الوعي ..
تنسجُ من خيوط النور آفاقاً ..
تؤجج نخوة الإيمانِ ..
في أوجاع صحوتنا القويمه
**********
ناديت : باسم الله ..
فارتجت مُفزّعةً قلاع الكفرِ ..
وامتشقت صواعقها السيوفُ ..
توحدت في كفك الراياتُ..
واندفعت سيول البرق في الميدانِ ..
تمضغُ من تغيظِها الشكيمه ..
********
"الله أكبر" في فم الأهوالِ..
تُرعدُ ..
بينما "حطينُ" تشهدُ كيف يندحرُ الصليبُ ..
تدوسهُ خيلُ الفُتوحِ ..
يذوقُ في ندمٍ جحيمه ..
*********
ورحلتَ مرضياً .. خفيف الظَّهرِ ..
لَمْ تحملْ سوى صدْق اليقينِ ..
وعفّة النفسِ التي أَخلَتْكَ من دُنياكَ ..
لا ترجو سوى الرَّحْمَنِ ..
لا يُغريكَ بَعْدَ رضاهُ مالٌ أو غنيمه ٠٠
***********
لكنهمْ عادوا صهاينةً ..
و همْ قُطّاعُ هذا العصرِ ..
أحلافُ الغواية ..
هُم جنودُ الشَّر و العدوانِ ..
يغتالونَ نبضَ الروحِ ..
يقتسمونَ لحم الجائعينَ ..
وكلُ مأساةٍ وليمه
************
( ها نَحْنُ عُدنا يا صلاح الدينِ )
مُذّ قيلت وَنَحْنُ نضجُّ ..
"واغوثاهُ" !
نحسبُ أنهمْ أحياءُ
والظلماتُ تخنقنا ..
وياللعارِ !
كُلُّ خليةٍ فيهم مُدجنةٌ سقيمه ..
***********
وعجبتُ ..
كمْ يَستنجدُ الأحياءُ بالموتى ..
.. وأنت الحيُ والموتى غُثاءُ السيلِ
والأسوارُ تسقطُ ..
واللظى تجتاحُ ..
لا تُبقي لنا .. من حقلِنا
إلاّ هشيمهْ
**************
هي ذي الحقيقةُ يا صلاح الدينِ ..
باتَ الحُرُّ مقصوص الجناحِ ..
يُذادُ عن أشواقهِ العُليا ..
يُراد له الهوانُ ..
يظلُ مغلولَ العزيمه
**********
والقادمونَ على خُطاكَ
تعاهدوا ..
وتوضؤوا بالنورِ ..
وابتاعوا جنان الخُلدِ بالأرواحِ ..
طيبةً .. نسائمُها كريمة ..
***********
حطّين .. عبرَ جراحنا ..
مِن غرْبةِ الأحزانِ
سوفَ تعودُ ..
تكسرُ شوكةَ الظُّلم اللئيمه
*************
وهناكَ سرُّ الله ..
والأرحامُ تُنجِبُ ..
والغدُ الموعودُ يُؤذنُ بالقدومِ ..
وفي يديهِ وثيقةُ النصرِ القديمةْ
************
فإلى هناكَ ..
إلى هناكَ ..
تعَجلي يا نفسُ
فالآمالُ دانيةٌ
وغايتها وَإِنْ دَمِيَتْ عظيمهْ ..
شعر : احمد محمد الصديق
تعليقات
إرسال تعليق