عدو الشعب والذمم
عدو الشعب والذمم
شعر احمد محمد الصديق
| |
أنحن في يقظة.. أم نحن في حُلُمِ؟ الروح تسري حياة في جوانحه الله أكبر.. هذا الفتح بارقة تبلَّجَ الصُّبْحُ مَزْهُوّا بأُمَّتِنا في وحدة ترفعُ الرايات شامخةً وأول الغيث وافانا بصَيِّبهِ وفي حمى عمر المختار عاصفة في صدره نفخة الشيطان تملؤه يَعْلو على شعبه المنكوب.. يَحقِره كابوسُه جاثمٌ يؤذي الحياةَ.. وإنْ ولم يزل يتمادى في غِوايَتِهِ كتابُه الأخضرُ المشؤوم.. ما وُلدَتْ بشطحةٍ من خيال صاغ دولته هو القيادة والقانون.. لا أحد يداه كلتاهما في المال مطلقة غصت خزائنه.. والنهب أتخمها يسطو كما شاء.. أما شعبه فعلى ويشتري دُوَلاً باعته فاقتها وتلك بهرجة كم كلَّفتْ ثَمَناً لكي يقال له "مَلْكُ الـمُلوكِ" وذي وحوله طُغمة لا شيءَ يردعها فليسرع الغرب وليأخذْ صنيعته ولْينظروا في مدى طغيانه ومدى مشاهد الفقر والبأساء ظاهرة وأينَ ما تحملُ الأخبار صادقةً ما للتقدم والعمران من أثر وهكذا كل مغرور وطاغية ما كان يأسو جراح المسلمين ولا مُصارعٌ لطواحين الهواء على | بل ذاك بركان شعب ثائر الحُمَمِ كالبعث.. يوم يقوم الناس من عدم إلى النهوض.. لدحر الظُّلْمِ والظُّلَمِ تعودُ رَكْضاً إلى الأمجاد من أَمَمِ مُقامُها الصَّدرُ.. لا الأطرافُ في الأُمَمِ مِنْ بَعدِ تونسَ مِصْرُ العزِّ والكرمِ تجتاح كل قميءِ الوجهِ متَّهَمِ كِبْرًا.. ويختال كالطاووس في شمَمِ ويشمَخِرُّ بأَنْفِ العُجْبِ والعِظَمِ قالوا: كفى.. زادهم بِطشاً وسَفْكَ دَمِ كالصِّل في لَدغِهِ بالنّابِ والسَّمَمِ منه سوى الفتنِ النكراءِ والإزَمِ خرقاءَ مهووسةَ التركيبِ والنظم سواه.. منفردًا في قمة الهرم بلا ضوابطَ من دينٍ ولا قِيَمِ فراح يمعن في الإفساد للذِّمَمِ حِرمانه مُستباحٌ غيرُ ذي حُرَمِ في صفقة من عُقودِ الزَّيف والزَّعَم من قوت شعب غدا شِلْوًا على وضم أحطُّ أُكذوبَةٍ.. صيغت من الوَهَمِ من كل مستَهْتَر.. أو طامع نَهم فالشعب ضاق بسوطِ القَهرِ والنِّقَمِ ما جرَّعَ الشعبَ من جَوْر ومن ألمِ في كل حي رثيث الحال مزدحم عن ثروة الوطن المغمورِ بالنِّعَمِ؟! مهما بحثتَ.. سوى الموروث من قدم عن شعبه ومآسيه أصمُّ عَمي قد كفَّ مِنْ مَدمعٍ في القدس منسجم خيل الجنون وطيش الغاشم الغَلِمِ |
ويستعين بمال الشعب يذبحه مستجلبا كل عربيد ومرتزق الشعب يروي بماء القلب تربته هو الغريب بأرض أنبتته وما حييت يا أيها العملاق.. يا بطلا حييت يا صانع التاريخ.. يكتبه حطمت كل قيود الظالمين.. فلا كم من شهيد إلى الفردوس مهجته ومنزل دك فوق الآمنين ضحى تبا لهذا الذي أيامه انصرمت حتى متى أيها الطاغوت.. يا عجبا عزمت ألا ترى شيئاً بلا عطب كفاك.. جئت فتى.. فارحل.. وقد بلغت هل البلاد لكم إرث ومزرعة اغرب.. وخلفك من خلفت من كسف ألم تلد بعدك الأرحام من أحد لو كان مثلك من سادوا الأنام.. لما اغرب.. ألا قبح الله الطغاة.. فقد والحكم في غير ما عدل.. فعروته والأرض تقطع حبل المفسدين.. وإن بشراك يا (ليبيا) لا تبأسي أبداً أتوك من كل فج يقسمون بأن فعانقيهم.. وضمي رحمة ورضا هم المفاتيح للنصر المبين.. ألا هم الرجال.. ورب العرش ناصرهم يندس تحت الثرى بالجحر مختبئاً هناك مزبلة التاريخ محضرة | به.. فاقد الإيمان والشيم لمهنة القتل والترويع والهَدَمِ عبر الجراح الدوامي لا من الدِّيَمِ أبقى له الظلم غير الجوع والسَّقَمِ يهفو بقامته العليا إلى القمم جيل بإقدامه للفاتحين نمي تقنع بما هو دون الأَزْهُرِ النجم زفت بأشذائها.. مسكية النسم أو قد أباحوه للسُّرّاق.. والضرم يأبى التنحي سوى للنار والجُحَمِ تغوص للرأس في سيل الدم العرم ولا تخلف بيتا غير منهدم بك المظالم حد الشيب والهرم والشعب طوع لكم في جملة الخدم؟ منسوخة عنك في الإجرام والسخم أم حُكْرَةٌ هي باسم الواحد العلم؟ وجدت في الأرض غير الموت والرمم ساموا العباد شقاء بالغ النقم مبتوتة.. ثم يهوي دونما دَعَمِ ظنوه حبلا شديدا غير منفصم ها هم بنوك ذوو الهامات والهمم يفدوك بالروح.. ما أسماه من قسم! شمل الأباة ذوي الإيمان والرحم فهللي.. وارفعي الرايات وابتسمي وخصمهم لائذ بالخزي والندم سحقا له جرذا في بؤرة الوخم لكل طاغ عدو الشعب منهزم |
تعليقات
إرسال تعليق